منتدى الثقافة والإبداع



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الثقافة والإبداع

منتدى الثقافة والإبداع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الثقافة والإبداع

منتدى يتيح للشباب العربي التفسح بكل سهولة وإقتباس ما يريد من معارف


    ذاكرة بلا وشاح

    عاشق الفزياء
    عاشق الفزياء
    Admin


    عدد المساهمات : 210
    تاريخ التسجيل : 27/02/2009
    العمر : 34

    ذاكرة بلا وشاح Empty ذاكرة بلا وشاح

    مُساهمة من طرف عاشق الفزياء الجمعة فبراير 27, 2009 1:54 pm

    [b]خصوصية السرد في رواية (ذاكرة بلا وشاح) ينزع إلى تصوير واقع رأت فيه الكاتبة حسنة القرني أنه مناسب لتتفاعل فيه أصوات السرد، وتعتلج من خلاله الأحداث، فظلت الحكاية الأصلية في هذا المشهد السردي مبنية على هذا النمط الاستقصائي لحالة الحكاية منذ تأسيسها الأول على هيئة البيئة التي عاشها الشخص في العمل.
    (ذاكرة بلا وشاح) تنزع في تفاصيلها اليومية إلى الواقعية الحكائية التي تتخذ من تفاصيل اليومي العادي مادة للحوار والتواصل مع معطيات العمل وشخوصه.
    المرأة بمعاناتها، وخصوصية تناولها للأحداث تظل هي المحرك الرئيس في سياق سرد الرواية، حيث تبرز منغصات الفتاة، وحساسيتها المفرطة.. تلك التي لا تجعلها تتعايش مع من حولها.
    الحوار في الرواية يعتمد على ثنائية تجمع الراوي المتمثل بخطاب (المرأة) ربما الكاتبة مع من يتقاطعون مع تجاربها، إلا أن هذا الحوار غالباً ما يحمل دلالات تعكس واقع المرأة في مجتمعنا.
    حكاية الفتاة المعاندة، وصعبة المراس هي المحرك الرئيس لجو القصة التي تتفاعل في جو من الدراما الذاتية. تلك التي لا تؤثر في الأحداث كثيراً، إنما تأخذ سياقها المألوف في بناء صور فنية معبّرة، تكتنز فيها الحكاية جواهر الحكمة الواقعية.
    (الماضي) ذلك العالم الذي عمدت الكاتبة إلى اقتفاء حساسية خطابه، إذ تعوِّل كل الحكايات على هذا المضمون الإنساني الفريد؛ فالماضي هو الركوبة التي تمتطيها الكاتبة لتبين العديد من المواقف والصور التي تتقاطع مع تجارب الحاضر بما يعكس الحاجة لتمثل هذه الصور على نحو ما حدث لإبراهيم في سياق الرواية، فهو الشخصية التي تعبر كل محاور السرد الذي وظّفته الكاتبة حسنة القرني.
    فإبراهيم هو نموذج الشاب الذي تتقاذفه موجات التحول في حياتنا الاجتماعية إلا أن صراعه لم يكن خارجياً إنما ظلت الكاتبة تصر على أن يكون ذا منحى خاص يدور في فلك العائلة ولا غيرها، دون أن تكون هذه التجربة متقاطعة مع تجارب عامة على نحو ما ورد في شخصية (سليمان الطواف).. ذلك الشخص الذي تضفي الكاتبة على شخصيته سياقاً جماعياً يأخذ بعده التأثيري من حاجة العائلة التي حركت رموز العمل إلى صياغات ودلالات تحقق للعمل بعده التأثيري في ذاكرة المتلقي.
    تعمد الكاتبة (حسنة القرني) إلى استحضار صورة الشجن الذي يثير في الذات رغبة أو نزعة التوجه للماضي أو الارتماء - على الأقل - في أحضان الحكاية البكر.. تلك التي لا تأتي إلا في سياق استنطاقي لمفردة (ما كان) وما كانت عليه تلك الرؤى المعبّرة للإنسان البسيط حينما يبحث عن ذاته ووجوده من خلال العلاقة الجادة والفاعلة مع من حوله.
    تميل رواية (ذاكرة بلا وشاح) إلى لغة السرد الأنثوي ذلك الذي يعتمد على البوح الذاتي لامرأة تشعر أن حياتها وقناعاتها باتت في خطر داهم لفرط ما اعتراها من مثبطات ومعوقات لم تعد لها قدرة على تحمله أو التعامل معه لأنها ببساطة - كما تشير الكاتبة - أنثى تبحث عن حلول وسط لا يتطلب منها جهد مضاعف أو صدام مع من حولها، فهي مزيج من لغات عدة تدخل فيها التجربة الخاصة، مع تعدد الشخوص، وكذلك اللغة الخاصة أيضاً لتصبح الرواية برمتها نسقاً حكائياً يحقق بعده في الذائقة، ويؤسس لعلاقة بين الكاتب والمتلقي على نحو مناسب وبديع.
    الأنثى في سرد رواية الكاتبة حسنة القرني لها وجودها المؤثر والفاعل، ففي ملامح فكرتها العامة تدرك نزوعها التام نحو قضايا المرأة.. تلك التي تجد لها من يعاضدها في بناء التلقي المفترض بين القارئ والعمل.
    رواية (ذاكرة بلا وشاح) تقع في نحو (160 صفحة) من القطع المتوسط صدرت عن دار المفردات بالرياض، وهي الرواية الأولى للكاتبة حسنة القرني، فغالباً ما تكون البدايات هي النافذة التي يطل القارئ من خلالها على عوالم الإبداع لدى حسنة القرني.
    **** [/b]

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 3:19 am